

PUTSCH- انقلاب
PUTSCH- انقلاب
« انقلاب "
لتوفيق الجبالي
" نحن االكائنات المتبقية والمنثورة كفطر نادر فوق كوكب الأرض،
وبعد اطلاعنا المتمعّن على ما يلي:
استفحال قيم السّوق، حتّى أنّ كلّ شيء دون استثناء أصبح يُباع ويشترى
استقواء الصورة الإعلانيّة على الرّوح، الرّوح التي تراجعت إلى الآخر حتّى أنّها تكاد تختفي -باستثناء أرواح الدّينصورات أمثالنا دون أدنى شكّ-
الانتشار المفجع للتفاهة والسطحية والزيف
الحصار المخيف للشعر والشاعرية والخيال والفنّ
صعود الحبّ كي يقيم بصفة نهائية تقريبا في سماء اليوطوبيا عوض أن يكون واقعا ملموسا ومشتركا ممكنا ينحت أرواحنا ويثري كياننا ويحفّزنا كي نبدع ونتعالى ونطير
ارتفاع منسوب الحمق والبلاهة إلى آخره
تحوّل الغواية من لعبة شعرية وأدبيّة وروحانيّة ثريّة وممتعة، إلى لعبة غمّيضى تافهة يسودها الغشّ والتحيّل والصّيد عن طريق الخداع والكذب والتزلّف
التفشّي المفزع للخطابات التأثيمية بشقيها الرجعي والتقدّمي، تأثيم المتعة، تأثيم الشفافيّة، تأثيم الجنس والحب والحرية، تأثيم الفكر، تأثيم العمق والحقيقيّة بدعوى أنّك في النهاية لن تساوي سوى الفلس الذي تخبئه في جيبك
الانخرام القيمي الكامل، سياسيّا، اجتماعيّا، ثقافيّا، فنيّا وروحيّا
تفشّي الاستهتار الكامل بأيّ شيء ذي قيمة والتخلّي عن أيّ نوع من المسؤوليّة تحت عنوان محتال هو الحريّة المزيفة
..
بعد تمعّننا في كلّ ما ذكرناه أعلاه، نعلن
أننا كائنات لذاتها وبذاتها، ولهذا السبب هي لا تباع ولا تشترى مثلما لا تباع ولا تشترى المحيطات والبحار والكواكب والنجوم
حقل اشتغالها هو الواقع والخيال معا
تحاول اقتلاع البذور العقيمة كي تزرع مكانها بذورا خصبة
تؤمن بالحبّ
تنظر للغواية ليس باعتبارها لعبة تبضّع وتقحّب، بل باعتبارها إبداعا، مغناطيسه هو الشّعر ومحرّكه الداخلي هو الفكر والفكاهة
ترى الحياة من الآخر باعتبارها رحلة قصيرة من الأفضل العيش في عمقها بالجوارح، جوارح القلب والجلد معا
الإمضاء: فهمي البلطي الديناصور الناطق باللسان